مجتمع

72 % من المغاربة يعتبرون حراس السيارات متسولين

سلّط المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي الضوء على عدد من “السلوكات المقنّعة” التي يمكن اعتبارها بمثابة أفعال للتسول، بغض النظر عن المواقف التي يطلب فيها المتسولون بشكل صريح الحصول على صدقة أو مساعدة مالية، من قبيل حراس السيارات، وبائعي المناديل الورقية، ومعطرات السيارات، والفُرُق التي تقدم عروضا في الفضاء العام.

ووفق نتائج استشارة مواطنة أطلقها المجلس عبر منصته الرقمية “أشارك” حول ظاهرة التسول، والتي تم نشرها في رأي له، فقد اعتبر 72,27 بالمائة من المشاركين بأن نشاط حراسة السيارات شكل من أشكال التسول.

وأكد العديد من المتفاعلين مع الاستشارة عبر الانترنت، أن ظاهرة التسول “لا تقتصر على المتسولين الذين يمدون أيديهم، بل تمتد أيضا إلى الأشخاص الذين يرتدون السترات، والذين أصبح عددهم يفوق عدد السيارات المركونة”.

وفي المقابل، أشار المصدر ذاته إلى أن المشاركين في الاستشارة أبدو تسامحا تجاه الأشخاص الذين يبيعون منتجات بأسعار زهيدة أو يقدمون خدمات بيسطة من قبيل بيع المناديل الورقية، ومعطرات السيارات، وغير ذلك، حيث عبّر 29,81 بالمائة فقط منهم أن هذه السلوكان شكل من أشكال التسول.

وحسب نتائج الاستشارة ذاتها، فقد اعتبر 12,08 بالمائة فقط من المشاركين أن الأشخاص أو الفرق الفنية التي تضم عروضا في الفضاء العام “هم بمثابة متسولين”.

وبخصوص الأسباب الرئيسية التي تشجع على ممارسة التسول بجميع أشكاله، أشار نصف المشاركين إلى قصور منظومة الحياة الاجتماعية والسياسات الاجتماعية العمومية، بينما تحدث ثلث المشاركين عن ضعف روابط التماسك الاجتماعي؛ من قبيل التفكك الأسري، وتراجع التضامن.

وعلى العموم اعتبرت أزيد من 88 بالمائة من المشاركين في الاستشارة، أن “التسول نشاط مربح يستقطب الكثير من الأشخاص”، وفي هذا الصدد عبّر عدد كبير من المتفاعلين مع الاستشارة على الانترنت عن “صعوبة التمييز بين الأشخاص المحتاجين حقا، ومن يتخذون التسول مهنة، أو حتا نشاطا إجراميا”.