سياسة

أخنوش: همُّنا الاستجابة للانتظارات الآنية ‏للمواطنين وبلوغ مغرب الكرامة والتماسك الاجتماعي ممكن

أكد رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، أن الاستجابة للتطلعات والانتظارات الآنية ‏للمغاربة تعد الأساس الذي يشكل عمق هذه ‏‏التجربة الحكومية، مشددا على أن بلوغ مغرب الكرامة والتماسك الاجتماعي، ‏ليس رهانا مستحيلا أمام عبقرية المواطن ‏المغربي المتشبع بالروح الوطنية العالية.

وقال أخنوش اليوم الإثنين خلال جلسة للمساءلة الشهرية بمجلس النواب، ‏خصصت لمناقشة موضوع الرؤية الحكومية لإرساء منظومة وطنية للسيادة ‏الغذائية، إن “رغبتنا الجماعية ‏للاستجابة للتطلعات والانتظارات الآنية ‏للمغاربة، هو الأساس الذي يشكل عمق هذه ‏‏التجربة الحكومية، التي تتطلع دوما لبناء صرح ‏مؤسساتي متين ومتشبع بقيم توسيع الحقوق ‏ذات الطابع الاجتماعي”، مضيفا “لذلك، نحن مدعوون أكثر من أي وقت ‏مضى، لحشد مزيد من الجهود، لإنجاح ‏ورش الدولة الاجتماعية، الذي يرعاه ‏‏الملك‎ باعتبار هذا الورش مقاربة ‏ضامنة للعدالة الاجتماعية والمجالية”.‏

وشدد رئيس الحكومة على أن “تحقيق هذه الغاية يفرض علينا ‏التوجه نحو معالجة القطاعات ذات الأولوية، ‏وهو ما يفرض علينا تعزيز الصمود ‏في وجه ‏التقلبات الطارئة، ووضع الأزمات الراهنة في ‏سياقها الحقيقي، مع الأخذ بعين الاعتبار حجم ‏التحولات الهيكلية على ‏المستوى الدولي”‎.‎

ويرى أخنوش أن بلوغ مغرب الكرامة والتماسك الاجتماعي “ليس رهانا مستحيلا أمام عبقرية المواطن ‏المغربي المتشبع بالروح الوطنية العالية”، مؤكد أن “النموذج المغربي ‏للإصلاح لطالما شكل استثناء يحتذى به على ‏المستويين الإقليمي والدولي”.‏

وأشار المتحدث إلى أنه “بعيدا عن الخطابات السياسوية والسطحية، ‏لابد من الانتباه إلى أن التحولات التي يعرفها ‏المنتظم الدولي تؤشر على مزيد من ‏التحديات ‏يصعب التنبؤ بمستوياتها ويتعذر التحكم في ‏حركيتها. خاصة أمام تسابق مختلف دول ‏العالم، بعد الأزمة الصحية، للحصول ‏على ‏الموارد لتحصين سيادتها الوطنية”.

وعدّ أخنوش أن الوعي “بهذه الإشكالات الصعبة في سياقنا ‏الوطني، يمثل بالنسبة للحكومة فرصة مواتية ‏لتعبئة المؤهلات الوطنية وحسن ‏استثمارها ‏لمواجهة الظرفية، وتحسين قدرة الاقتصاد ‏الوطني على الصمود أمام الصدمات الخارجية”.‏

وذكر بأن الملك محمد السادس، سبق وأكد، في خطابه ‏السامي بمناسبة افتتاح السنة التشريعية لسنة ‏‏2022 – 2021، أن “‏الأزمة ‏الوبائية قد أبانت عن عودة قضايا السيادة للواجهة، ‏والتسابق من أجل تحصينها، في مختلف ‏أبعادها، الصحية والطاقية، والصناعية ‏‏والغذائية، وغيرها”، مبرزا أنها “رؤية ملكية سديدة ستمكن بلا شك ‏من حماية اقتصاد المملكة والتقليل من تبعيته ‏للخارج، وتحصينه من المخاطر المتعلقة ‏‏بالاضطرابات المحتملة لسلاسل التموين في ‏الأسواق العالمية، وتأمين سيادتنا الوطنية ‏الغذائية”.‏

وأكد رئيس الحكومة أن الاهتمام ‏بالأمن الاستراتيجي الغذائي في السياق الدولي ‏الحالي، أصبح “يشكل أحد أهم الرهانات ‏‏الحكومية، وعيا منا بالتهديدات التي أصبحت ‏تهدد سلامة المنظومات الغذائية العالمية، واستحضارا لتعليمات الملك المحمد السادس، لافتا إلى أن حدة التوترات الجيو-‏استراتيجية والصراعات الإقليمية، فضلا عن ‏تداعيات الجائحة خلفت انهيارا واسعا للأنشطة ‏الاقتصادية ‏واختلالا في سلاسل القيمة ‏العالمية.‏

ما أدى إلى اتساع رقعة التضخم الغذائي، يضيف المتحدث، التقييد المفرط لمجموعة من الدول ‏على الصادرات من الزيوت والقمح والسكر، مؤكدا أنه أمر “يزداد تفاقما بفعل المكانة التي يحتلها ‏طرفا الصراع الروسي – الأوكراني في سوق ‏الحبوب العالمي، حيث تبلغ مساهمتهما ‏‏حوالي 50 بالمئة من برنامج الغذاء العالمي ‏المتعلق بالحبوب”.‏

وشدد عزيز أخنوش على أن المغرب ليس بمعزل عن مختلف ‏هذه الإشكاليات الدولية المعقدة، لافاتا إلى أن “‏انعكاساتها وما صاحبها من ضغوطات ‏تضخمية ‏وارتفاع أسعار الطاقة والمواد الأولية ‏والغذائية، وتعطيل سلاسل الإمداد العالمي،‏‎ ‎ألقت بظلالها على وضعية الاقتصاد الوطني، ‏‏الأمر الذي ترتبت عنه تكاليف إضافية بالنسبة ‏لميزانية الدولة”.