هيئات وجمعيات ناشرة ترفض مرسوم دعم المقاولات الصحفية
أثار القرار المشترك الصادر عن وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بن سعيد، ووزير الميزانية، فوزي لقجع، والذي يحدد أسقف دعم التسيير والاستثمار لقطاعات الصحافة والنشر والطباعة والتوزيع، موجة استياء واسعة بين الفاعلين في القطاع، إذ يستند هذا القرار، الذي نشر في الجريدة الرسمية بتاريخ 18 نوفمبر 2024، إلى المرسوم رقم 2.23.1041 الصادر في 4 يناير 2024، الذي يحدد شروط وكيفيات الاستفادة من الدعم العمومي لهذه القطاعات.
وعقدت ست هيئات وجمعيات ناشرة تمثل أكثر من 800 مقاولة إعلامية مهيكلة و3000 صحفي مهني اجتماعا طارئا يوم 4 ديسمبر 2024 بالدار البيضاء لمناقشة تداعيات هذا القرار، وخلص الاجتماع إلى رفض قاطع للقرار، حيث وصفته الهيئات بأنه محاولة لإقصاء حوالي 95% من المؤسسات الإعلامية من الدعم العمومي، معتبرة أنه يستهدف الإعلام الحر والمستقل.
وأكدت الهيئات أن المرسوم يهدف إلى تمييز مؤسسات صحفية بعينها على حساب أخرى، كما أن القرار يضرب التعددية الإعلامية من خلال استهداف المقاولات الصحفية الصغرى والمتوسطة والجهوية التي أثبتت قدرتها على الاستمرارية رغم التحديات الاقتصادية، مشيرة إلى أن القرار يتناقض مع القوانين المنظمة للمهنة، بما في ذلك المادة السابعة من القانون 88.13 الخاص بالصحافة والنشر، التي تؤكد على مبادئ الحكامة والشفافية وتكافؤ الفرص، كما اعتبرت الهيئات أن هذا القرار يهدد فرص العمل المحلية، خاصة في الإعلام الجهوي الذي يُعتبر ركيزة أساسية للتنمية في المناطق المهمشة.
وأعلنت الهيئات الناشرة أنها بصدد اتخاذ خطوات تصعيدية تشمل اللجوء إلى الصيغ القانونية للطعن في المرسوم الوزاري، ومراسلة الجهات الرسمية بما فيها رئيس الحكومة، وزير الاتصال، والبرلمان، ومؤسسة وسيط المملكة، كما ستقوم بإعداد مقترحات بديلة لإنقاذ قطاع الصحافة والإعلام وضمان تكافؤ الفرص، بالإضافة إلى تنظيم أشكال نضالية للتوعية بمطالب الهيئات ورفض القرار.
وأكدت الهيئات أنها ستصدر بلاغا تفصيليا قريبا يوضح مقترحاتها والخطوات التي ستتخذها لمواجهة ما وصفته بـ"التراجع الخطير" في قطاع دعم الصحافة، كما ستواصل الترافع دفاعا عن المؤسسات الإعلامية المهيكلة، التي باتت مهددة بفقدان أكثر من 3000 وظيفة وإغلاق أبوابها.
وتشمل الهيئات الرافضة للقرار الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، الجامعة الوطنية للصحافة والإعلام والاتصال، الرابطة المغربية للشباب ناشري الصحف، الهيئة الوطنية لناشري الصحف بالمغرب، الجمعية المغربية للناشرات والإعلاميات، والاتحاد الجهوي للصحافة.