هل أصبح الهجوم على إيران خيارا مفضلا لمصالح الولايات المتحدة؟

أبريل 4, 2025 - 04:00
 0
.
هل أصبح الهجوم على إيران خيارا مفضلا لمصالح الولايات المتحدة؟

نشرت دراسة حديثة لمعهد "مسغاف" لبحوث الأمن القومي والإستراتيجي الإسرائيلي، أعدها الباحث العسكري رافائيل بن ليفي، أشارت إلى أن الضربة العسكرية للمنشآت النووية الإيرانية أصبحت أكثر توافقا مع المصالح الأميركية مقارنة بالعقد الماضي. 

الدراسة تناولت التحولات الكبيرة التي طرأت على ثلاثة محاور رئيسية: استقلال الطاقة الأميركية، التحول في الموقف الصيني، والتغيرات في البيئة الإقليمية.

ووفقا للدراسة، كانت الولايات المتحدة في الماضي تتردد في تنفيذ هجوم عسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية بسبب القلق من الأضرار الاقتصادية الناجمة عن اضطراب إمدادات النفط من منطقة الخليج.

 لكن مع التحول الكبير في قطاع الطاقة الأميركي بعد اكتشاف النفط الصخري، أصبحت الولايات المتحدة أكبر منتج للنفط في العالم منذ عام 2018، مما قلل بشكل كبير من تأثير أي أزمة نفطية محتملة على الاقتصاد الأميركي.

وهذا التحول في الطاقة منح الولايات المتحدة خيارات أكثر مرونة للتعامل مع أي تعطيل لتدفق النفط عبر مضيق هرمز، مثل التنسيق مع السعودية لزيادة الإنتاج أو استخدام خطوط الأنابيب البديلة.

وفي الجانب الصيني، أظهرت الدراسة أن الموقف الصيني تجاه إيران قد تغير بشكل كبير. ففي عام 2010، كانت الصين تدعم قرارات مجلس الأمن بفرض عقوبات على إيران، خوفًا من أن يؤدي أي عمل عسكري إسرائيلي إلى زعزعة استقرار المنطقة.

لكن في الوقت الحالي، أصبحت الصين الشريك الاقتصادي الرئيسي لإيران، وهي تستورد نحو مليون برميل من النفط الإيراني يوميا. هذا التغيير جعل الصين أكثر عرضة لأية اضطرابات في الإمدادات النفطية، وهو ما يضيف مزيدًا من الضغط على الاقتصاد الصيني.

ومن الناحية الإقليمية، سلطت الدراسة الضوء على التغيرات التي شهدتها البيئة في الشرق الأوسط، حيث أدى التطبيع الإسرائيلي مع بعض الدول العربية إلى تغيير ديناميكيات التحالفات في المنطقة. وأصبح التهديد النووي الإيراني أقل قلقًا بالنسبة لبعض الدول العربية، مما يجعل أي تحرك عسكري ضد إيران أقل خطورة من الناحية السياسية مقارنة بالماضي.

كما تناولت الدراسة المكاسب التي قد تحققها الولايات المتحدة من ضرب إيران على الصعيدين الاقتصادي والعسكري. على المستوى الاقتصادي، ستساهم الضربة في تقليص نفوذ الصين في المنطقة، بينما على المستوى العسكري ستعزز الردع الأميركي في الشرق الأوسط.