ما الذي يمكن أن تفعله إسرائيل أمام هجمات الحوثيين المتزايدة؟
تستمر جماعة أنصار الله (الحوثيون) في تصعيد هجماتها على إسرائيل في البحر الأحمر، بالإضافة إلى إطلاق صواريخ باليستية على الأراضي الإسرائيلية، رغم الغارات الجوية المكثفة التي نفذتها الولايات المتحدة في اليمن.
الضربات الأميركية، التي تجاوزت 150 غارة، استهدفت مواقع حيوية في اليمن، مثل أنظمة الدفاع الجوي وقادة الحوثيين ومنشآت تصنيع الأسلحة. ورغم هذه الضغوط العسكرية، لم يتوقف الحوثيون عن إطلاق الصواريخ، مما خلق أزمة أمنية حقيقية في إسرائيل، التي تواجه تحديات نفسية وعسكرية جراء هذا التصعيد.
التهديدات الحوثية، التي تضع إسرائيل أمام معضلة كبيرة، تؤثر بشكل مباشر على الوضع الداخلي في إسرائيل. فقد اضطر ملايين الإسرائيليين إلى اللجوء إلى الملاجئ بسبب استمرار الهجمات، ما يشكل عبئا إضافيا في وقت تعيش فيه البلاد أزمة اقتصادية خانقة.
كما أن استمرار الهجمات الصاروخية يزيد من الضغوط على الجيش الإسرائيلي، الذي يواجه صعوبة في اتخاذ قرار بشأن كيفية الرد.
وفي ظل هذه الظروف، تطرح إسرائيل خيارين رئيسيين: إما الامتثال للموقف الأميركي والامتناع عن الرد العسكري على اليمن، أو تصعيد الهجمات الجوية ضد الحوثيين.
الخيار الأول قد يؤدي إلى فقدان إسرائيل لهيبتها العسكرية، بينما الخيار الثاني قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد في المنطقة.
الولايات المتحدة، من جانبها، تحاول تخفيف حدة التوتر بين إيران وإسرائيل عبر نشر قاذفات "بي-2" الثقيلة في المحيط الهندي، في خطوة تهدف إلى إرسال رسالة تحذير إلى إيران والحوثيين.
لكن الدبلوماسيين الأميركيين يشيرون إلى أن الضغوط العسكرية الجوية لا تكفي لوقف تهديدات الحوثيين، ويتعين على الإدارة الأميركية أن تشدد على الضغط البري وتدعم الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا.
في المقابل، يؤكد المحللون اليمنيون أن الحوثيين يعولون على تأييدهم الشعبي الكبير للقضية الفلسطينية، ويستغلون هذه الورقة في عمليات استهداف الملاحة في البحر الأحمر والهجمات الصاروخية على إسرائيل.
وبالنسبة لهم، التصعيد العسكري هو وسيلة للضغط على الولايات المتحدة وإسرائيل لمنع ضربات أوسع ضد اليمن. ويستمر الحوثيون في استهداف السفن الحربية الأميركية، مع التركيز على تفعيل الهجمات على إسرائيل طالما استمرت الإبادة الجماعية في غزة والحصار المفروض عليها.
