في اليوم الدولي لمكافحة التحرش الجنسي بالمدارس .. هل ننجح في حماية جيل المستقبل؟
تيليغراف.ما - الرباط
يُحتفل باليوم العالمي لمحاربة التحرش في المؤسسات التعليمية في 6 نونبر من كل عام، وهو يوم يسلط الضوء على قضية التحرش الجنسي في المدارس والجامعات، كما يمثل مناسبة مهمة لرفع الوعي حول ضرورة التصدي للتحرش وتعزيز بيئة تعليمية آمنة لجميع الطلاب.
وحسب تقرير للمنظومة التربوية فإن الإحصائيات في المغرب تشير إلى أن أكثر من 30 في المئة من التلميذات و37.9 في المئة من التلاميذ في المرحلة الابتدائية قد أبلغوا عن تعرضهم للتحرش الجنسي.
كما تبين أن البنات في المرحلة الثانوية التأهيلية والإعدادية هن الأكثر عرضة للعنف الجنسي، حيث سجلت الحالات في هذه المراحل نسبا مرتفعة، بلغت 14.6 في المئة من الفتيات في المرحلة الثانوية التأهيلية و10.4 في المئة في المرحلة الثانوية الإعدادية.
ووفقا لنفس التقرير ، فإن أغلب مرتكبي العنف الجنسي في المغرب هم من الذكور، حيث أشار 66.3 في المئة من التلاميذ الذين تعرضوا للتحرش إلى أن مرتكبي التحرش كانوا تلاميذ آخرين في نفس مدرستهم، في حين ذكر 22.1 في المئة منهم أن فتاة أو أكثر من نفس المدرسة قد ارتكبت هذا النوع من التحرش.
وأضاف التقرير أنه في المرحلة الثانوية، أفاد 70 في المئة من التلاميذ أن مرتكب التحرش هو ولد واحد أو أكثر من نفس مدرستهم، بينما ذكر 18 في المئة منهم فقط أن فتاة أو أكثر من مدرستهم قد ارتكبت هذا التحرش.
ووفقا لتقرير منظمة اليونيسف لعام 2024، يُقدر عدد ضحايا التحرش الذين تعرضوا للعنف الجنسي في جميع أنحاء العالم بحوالي 650 مليون شخص، أي ما يعادل واحدا من كل خمسة، وهذا يشمل التحرش الجنسي غير المباشر مثل الإساءة عبر الإنترنت أو الإساءة اللفظية.
وعلى الرغم من أن الفتيات والنساء هن الأكثر عرضة لهذه الإنتهاكات، إلا أن التقرير أظهر أن ما بين 240 إلى 310 ملايين من الأولاد والرجال، أي حوالي واحد من كل 11، تعرضوا للتحرش أو الاغتصاب أثناء طفولتهم.
وتعد المؤسسات التعليمية من أبرز الأماكن التي تشهد مستويات مرتفعة من التحرش الجنسي، سواء من قبل الزملاء أو المعلمين، وتتنوع أشكال التحرش في هذه البيئة بين الإساءة اللفظية والسلوكيات الجسدية غير اللائقة، مما يؤثر سلبا على الضحايا نفسيا، ويؤدي إلى تدهور ثقتهم بأنفسهم وأدائهم الدراسي.
لذلك، تتحمل المدارس والجامعات مسؤولية كبيرة في توفير بيئة آمنة وداعمة، مع ضرورة تنفيذ برامج توعوية وتعليمية لحماية الطلاب من أي شكل من أشكال التحرش.
ويمثل الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التحرش دعوة لتعزيز السياسات الصارمة في المؤسسات التعليمية لحماية الطلاب من التحرش. كما أن تقديم الدعم النفسي والقانوني للضحايا يعد خطوة أساسية للتخفيف من الآثار السلبية لهذه الانتهاكات، ومساعدتهم على التعافي.