عصيد: أغلب المغاربة أمازيغ ولوبي الادارة يتجاهلهم

نونبر 8, 2024 - 19:08
 0
.
عصيد: أغلب المغاربة أمازيغ ولوبي الادارة يتجاهلهم

أكد الكاتب الأمازيغي، أحمد عصيد، في حوار صحفي أن الأمازيغية في المغرب ما زالت تواجه تحديات كبيرة رغم الاعتراف الرسمي بها في الدستور المغربي، مشيرا إلى أن عملية إدماجها في المؤسسات لا تسير بالشكل المطلوب، وما زالت متعثرة بعد مرور أكثر من 20 سنة على إقرارها كلغة رسمية.

وقال عصيد في حوار مع قناة العربية إن الاعتراف بالأمازيغية كان خطوة إيجابية في خطاب أجدير للملك محمد السادس سنة 2001، وتوالت بعدها خطوات هامة منها إقرارها رسميا في دستور 2011 وتحديد قانون تنظيمي في 2019.

وأوضح عصيد أن النسبة الفعلية لإدراج الأمازيغية في المؤسسات التعليمية ما زالت ضعيفة جدا، حيث لا تتجاوز 10% في المدارس رغم مرور عقدين على بداية هذه العملية. 

وأرجع السبب الرئيسي لهذا التأخير إلى وجود مقاومة من بعض المسؤولين، سواء من خلال تغييرات في القوانين دون تغيير حقيقي في العقليات، أو من خلال غياب التوعية الكافية من قبل الدولة حول أهمية هذا التحول الثقافي. 

وأشار عصيد إلى أن عدد المغاربة الأمازيغ يتجاوز 60% من السكان، وهذه النسبة لا تقتصر فقط على المتحدثين باللغة الأمازيغية، بل تشمل أيضا أولئك الذين يشعرون بالانتماء إلى الهوية الأمازيغية، ولفت إلى أن هذه النسبة قد تصل إلى 90% من الأمازيغ المغاربة. 

من جهة أخرى، أكد عصيد أن الأمازيغ قد فقدوا جزءا من ارتباطهم بلغتهم وثقافتهم نتيجة لعقود من "التعريب" والسياسات التي جعلت من العروبة هوية مهيمنة في الخطابات الرسمية، ما أدى إلى رسوخ مركب نقص لدى العديد منهم، حيث اعتقدوا أن ثقافتهم ولغتهم لا تكتسب قيمة. 

وفيما يخص المؤسسات الإعلامية، ذكر عصيد أن هناك تمييزا واضحا ضد الأمازيغية، خاصة في القنوات المغربية، حيث لا يتم إنتاج برامج كافية باللغة الأمازيغية، باستثناء قناة الثامنة، وقال إن القانون السمعي البصري في المغرب ينص على ضرورة احترام التنوع الثقافي واللغوي في البلاد، مؤكدا أن التمييز ضد الأمازيغية لا يزال موجودا، ولكنه بدأ يتقلص ببطء.

وشدد عصيد على أن مسار تحقيق المساواة الفعلية للأمازيغ في المغرب لا يزال طويلا، وأن الحكومة، رغم كونها تضم العديد من المسؤولين الأمازيغ، لم تبذل الجهود الكافية لتنفيذ ما ينص عليه الدستور في هذا الصدد.