زورا تانيرت تُحيي فن الروايس بأغاني فردية تزاوج بين الأصالة وروح التحديث
تستعد الفنانة المغربية "زورا" لإطلاق مجموعة من الأغاني الفردية التي مزجت فيها بين مقامات التراث الأمازيغي وإيقاعات التجديد، وذلك في رحلة موسيقية تعيد تشكيل فن الروايس بأسلوب معاصر. وتشكل هذه الأغاني، التي تعكس نغمة الحنين وجرأة الابتكار، جسرًا رفيعًا بين الماضي والحاضر، حيث تستحضر روح الأسلاف في قالب موسيقي متجدد.
تتضمن هذه المجموعة إعادة توزيع أغنيتين من ريبرتوار الفنان الراحل عموري مبارك، وأغنية للرايس الحاج مهدي بن مبارك، حيث مزجت زورا بين رقة الأداء وعذوبة اللحن، لتقدمها بتوزيع جديد يضفي عليها ألوانًا موسيقية أكثر إشراقًا. تقول زورا: "إن مشروعي هذا ليس مجرد غناء، بل هو ارتجال عاطفي على مقام الذكريات". واسترسلت قائلة: "استلهمت هذه التجربة من قصص جدي الذي عاد من الغربة حاملًا آلة لوطار لتصبح رمزًا لهويته الأمازيغية، حيث شعرت أنني أعزف على أوتار تلك الحكايات، وأعيد صداها في هذا العمل".
إلى جانب هذه الأعمال التراثية، أضافت زورا قطعة موسيقية جديدة أشبه بـ"سوناتة حديثة". وهي من كلمات الشاعر سعيد إيد بناصر وألحان الراحل عموري مبارك. ووصفت هذه التجربة بأنها "لحن مبتكر داخل إطار كلاسيكي"، معتبرةً أنها "تجمع بين انسجام الأصالة وقوة التعبير المعاصر، لتقدم لمسة جديدة للفن الأمازيغي العريق".
وتروي زورا أن تسجيل هذه الأغاني كان بمثابة ارتحال عبر نغمات الماضي، وانتقال روحي بين مقاطع موسيقية تُعيد صياغة ذاكرة الذاكرة الجمعية. وأضافت: "كنت أشعر وكأنني أكتب نوتة جديدة لهذا الإرث، نوتة تبرز كيف يمكن لفن الروايس أن يظل حيًا بروح تنبض بالتجديد دون أن تُبدّد أصالته".