"جيتكس إفريقيا 2025".. السغروشني تؤكد ضرورة تجديد دور القارة في الاقتصاد الرقمي

أكدت وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، أمل الفلاح السغروشني، أن القارة الإفريقية أصبحت تملك المؤهلات التي تخول لها لعب دور ريادي في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيات الحديثة، بالرغم من التحديات الكبيرة المرتبطة بالفجوة الرقمية والنقص في البنية التحتية والمعرفة التقنية.
وجاء تصريح السغروشني خلال الجلسة الافتتاحية لمعرض "جيتكس إفريقيا 2025"، الذي انطلقت فعالياته اليوم الإثنين بمدينة مراكش تحت الرعاية الملكية، ويعد أكبر حدث تكنولوجي من نوعه في القارة الإفريقية، حيث يجمع فاعلين من القطاعين العام والخاص ومؤسسات بحث وشركات ناشئة من مختلف أنحاء العالم.
وشددت الوزيرة على أن هذا الحدث يبرز الأهمية المتنامية للاقتصاد الرقمي، مشيرة إلى أنه أصبح يمثل ما يقارب 15 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، مضيفة أن المغرب يساهم بفعالية في بناء مستقبل رقمي يضع الذكاء الاصطناعي في خدمة التنمية الشاملة.
واستدلت السغروشني بمضامين الرسالة الملكية الموجهة إلى القمة الاستثنائية للاتحاد الإفريقي بكيغالي سنة 2018، والتي وصفت القارة الإفريقية بأنها تسير نحو أن تصبح "مختبرا للتكنولوجيا الرقمية".
وأكدت الوزيرة أن معرض "جيتكس إفريقيا" لا يهدف فقط إلى تبادل الابتكارات والتقنيات، بل يمثل فرصة لإعادة التفكير في موقع إفريقيا داخل النظام الرقمي العالمي، داعية إلى تجاوز مرحلة التحول الرقمي نحو ما سمته "عصر الذكاء الاصطناعي"، الذي اعتبرت أنه بدأ بالفعل ويتقدم بسرعة.
وكشفت في هذا الصدد أن 40 في المائة من الشركات المشاركة في المعرض تعتمد على الذكاء الاصطناعي في منتجاتها وخدماتها.
وربطت السغروشني مستقبل الريادة الإفريقية بعدد من المؤهلات التي تملكها القارة، من بينها الخصائص الديمغرافية والشبابية، وتوفرها على معادن أساسية لتشغيل تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى تزايد حجم الاستثمارات الرقمية، والتي تجاوزت المليار دولار في دول مثل المغرب ومصر وكينيا.
ورغم هذه المؤهلات، نبهت الوزيرة إلى وجود إكراهات بنيوية تعرقل مسار التحول الرقمي، مثل الفجوة الكبيرة في قدرات تخزين البيانات، حيث لا تملك القارة سوى 1 في المائة من القدرة العالمية لمراكز البيانات، إلى جانب ضعف الإنتاج العلمي، إذ لا تتجاوز حصة إفريقيا 0.5 في المائة من الأبحاث العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي.
كما أشارت إلى نقص يتجاوز 10 ملايين متخصص في الذكاء الاصطناعي بالقارة، بالإضافة إلى غياب التمثيل الكافي للغات والسياقات الثقافية الإفريقية في بيانات تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، إذ أن 95 في المائة من هذه البيانات تتجاهل الواقع الإفريقي.
واعتبرت المتحدثة ذاتها أن هذه التحديات ليست تقنية فقط، بل تحمل بعدا جيوسياسيا يستدعي تحركا جماعيا واستراتيجيا عاجلا من أجل ضمان تموقع القارة كمساهم فاعل في صياغة مستقبل الذكاء الاصطناعي.