تعليمات صارمة من الداخلية لوقف استغلال وسائل النقل المدرسي لأغراض سياسية
تحركت وزارة الداخلية لمواجهة ما وصفته بـ"التسخينات الانتخابية" التي تستهدف استحقاقات 2026، بعد توصلها بتقارير ميدانية من أقسام الشؤون الداخلية بعمالات الأقاليم والعمالات، تكشف استغلال بعض الجمعيات لحافلات النقل المدرسي في رحلات ترفيهية لفائدة نساء وأطفال، بهدف تحقيق مكاسب انتخابية لفائدة رؤساء جماعات ومنتخبين كبار.
وأفادت مصادر مطلعة، بأن وزارة الداخلية وجهت تعليمات صارمة إلى مسؤولي الإدارة الترابية ورجال السلطة، تدعوهم إلى مراقبة الأنشطة التي تنظمها الجمعيات المستفيدة من اتفاقيات شراكة مع الجماعات الترابية، خاصة تلك التي يشتبه في استغلال تجهيزاتها ومواردها لخدمة أجندات انتخابية.
وأضافت المصادر ذاتها أن التقارير التي توصلت بها المصالح المركزية للوزارة، سجلت حالات تناف وتضارب مصالح بين رؤساء جمعيات ومستشارين جماعيين، ما سهل على هؤلاء الحصول على عقود لتدبير النقل المدرسي، خصوصا في المناطق القروية.
وأوضحت المعطيات، أن بعض هذه الجمعيات تقوم ببرمجة رحلات ترفيهية نحو وجهات مثل الواليدية وسيدي بوزيد ومولاي يعقوب، حيث يتم تمويل تلك الرحلات من أموال تحصل عليها الجمعيات من مرشحين محتملين ومنتخبين حاليين، بهدف تغطية مصاريف النقل والمبيت والطعام، مقابل تعبئة دعم انتخابي.
كما كشفت المصادر عن توجيهات أصدرها وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، إلى عمال الأقاليم من أجل التصدي لجميع أشكال استغلال المال العام لتحقيق أهداف انتخابية، بما في ذلك توزيع المساعدات الغذائية (قفة رمضان)، أو تعطيل مشاريع تنموية، مثل الربط بالماء الصالح للشرب، أو الكهرباء، أو تأجيل افتتاح دور الطلبة ومراكز رعاية الفئات الهشة إلى غاية اقتراب موعد الانتخابات.
وأكدت نفس المصادر أن المفتشية العامة للإدارة الترابية سجلت ملاحظات على عدد من الجمعيات، عقب زيارات ميدانية إلى جماعات ترابية في عدة جهات، وعلى رأسها جهة الدار البيضاء – سطات، مشيرة إلى أن بعض المنتخبين السابقين الذين يديرون جمعيات محلية أصبحوا يمارسون أدوار وساطة لتعبئة الأصوات الانتخابية لفائدة مرشحين محددين.
