الهجرة والتعاون القنصلي محور لقاء مغربي-فرنسي بباريس
في إطار الجهود المشتركة لتطوير التعاون المغربي-الفرنسي في مجال الهجرة، انعقد يوم أمس الجمعة بمقر السفارة المغربية في باريس اجتماع غير مسبوق جمع مسؤولين رفيعي المستوى من وزارتي الداخلية والشؤون الخارجية من البلدين، بدعوة من المملكة المغربية على هامش الملتقى نصف السنوي للقناصل العامين، الذي تنظمه سفارة المملكة بفرنسا.
وركز الاجتماع على ثلاثة محاور رئيسية، منها التعاون في مجال إعادة القبول، ومنع المغادرة غير القانونية، وتحسين إجراءات تراخيص المرور القنصلية المطلوبة لإنفاذ قرارات مغادرة التراب الفرنسي، واعتبر هذا اللقاء امتدادا لاجتماع المجموعة المشتركة الدائمة المغربية-الفرنسية حول الهجرة الذي انعقد في مراكش يوم 3 أكتوبر الماضي.
وضم الوفد الفرنسي شخصيات بارزة، كسيمون فيت، مدير الهجرة بوزارة الداخلية الفرنسية، والمستشارة الدبلوماسية لوزير الداخلية ماتيلد غرامون، أما الجانب المغربي، فقد ترأسه خالد الزروالي، الوالي مدير مديرية الهجرة ومراقبة الحدود، إلى جانب مسؤولين آخرين بارزين وسفيرة المملكة المغربية في فرنسا، سميرة سيطايل.
وبعد الاجتماع الرئيسي، عقد الوفد الفرنسي جلسة مع القناصل العامين المغاربة السبعة عشر المنتشرين في مختلف المدن الفرنسية، حيث استغرقت الجلسة ساعتين، اتسمت بنقاش مثمر حول تعزيز التعاون القنصلي وتبادل المعلومات بهدف تحسين التنسيق في مجال الهجرة.
وأشار بيان مشترك صدر عقب الاجتماع إلى أن اللقاء يندرج ضمن الجهود المبذولة لتنفيذ توجيهات قائدي البلدين، الملك محمد السادس والرئيس إيمانويل ماكرون، اللذين أكدا خلال زيارة الدولة إلى الرباط 28-30 أكتوبر 2024 على أهمية تعزيز التعاون في قضايا الهجرة.
وأسفر الاجتماع عن توافق الجانبين على وضع أجندة شاملة تشمل تسهيل التنقلات القانونية، مكافحة الهجرة غير النظامية، وتحسين آليات إعادة القبول، كما أشاد الطرفان بجودة التعاون بينهما، حيث أشارت المؤشرات إلى تحسن ملموس في معدلات إعادة القبول وتعزيز التنقل القانوني، خاصة بالنسبة للطلاب المغاربة.
ومن جانبه، أعرب الجانب الفرنسي عن تقديره لجهود المغرب في إدارة تدفقات الهجرة بفعالية، مشيرا إلى أهمية هذا التعاون في تعزيز العلاقات الثنائية، كما تم التأكيد على حماية حقوق الجالية المغربية المقيمة في فرنسا باعتبارها ركيزة أساسية للشراكة بين البلدين.
وفي ختام الاجتماع، اتفق الطرفان على عقد الاجتماع المقبل للمجموعة المشتركة الدائمة المغربية-الفرنسية حول الهجرة في فرنسا خلال الفصل الأول من عام 2025.