المغرب يطلق منصة رقمية لتجميع الخدمات العمومية

أعلنت الوزيرة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، أمل الفلاح السغروشني، عن إطلاق منصة رقمية موحدة تجمع مختلف الخدمات العمومية المتاحة على الإنترنت، والتي سيتم الإعلان عنها رسميا يوم 14 فبراير الجاري.
وتهدف هذه المنصة إلى تسهيل وصول المواطنين والمقاولات إلى أكثر من 600 خدمة رقمية، بعضها لا يزال غير مستغل بالشكل المطلوب بسبب نقص الوعي بها أو تعقيد مساطر استخدامها.
وأكدت الوزيرة في عرض قدمته أمام لجنة مراقبة المالية العمومية بمجلس النواب، أن المغرب قطع أشواطا مهمة في رقمنة الإدارة، لكنه ما زال يواجه تحديات تتعلق بالتنسيق بين القطاعات المختلفة وضمان فاعلية الخدمات الإلكترونية.
وأشارت إلى أن نحو 300 خدمة رقمية موجهة للمواطنين، وأكثر من 200 خدمة خاصة بالمقاولات، إلى جانب 100 خدمة متاحة للإدارات العمومية، ما يعكس حجم التحول الرقمي الذي تشهده البلاد.
وأكدت السغروشني أن الحكومة تسعى إلى تسريع رقمنة الخدمات العمومية، بهدف تحسين جودة التعاملات الإدارية وتعزيز موقع المغرب في التصنيفات الدولية المتعلقة بالخدمات الرقمية.
وأبرزت أن هذا التوجه يعتمد على مجموعة من الركائز، منها تطوير الإطار القانوني، وتحسين حكامة الأنظمة الرقمية، وتعزيز الشمولية الرقمية لضمان استفادة جميع فئات المجتمع من هذه الخدمات.
كما استعرضت المسؤولة الحكومية بعض الإنجازات التي تحققت في هذا المجال، مشيرة إلى مشاريع تبسيط ورقمنة عدد من المساطر الإدارية، من بينها تقليص الوثائق المطلوبة للحصول على تراخيص دور الحضانة بنسبة 54%، واعتماد التسجيل الإلكتروني الكامل لاجتياز امتحان البكالوريا الحرة، مما قلص مدة العملية من يومين إلى أقل من 20 دقيقة.
وفي سياق آخر، تطرقت السغروشني إلى الجهود المبذولة لتسهيل حصول الشركات على دعم الدولة في ما يتعلق بالضرائب، مؤكدة أن الإجراءات الرقمية الجديدة ساهمت في تقليص عدد الوثائق المطلوبة بنسبة 58% وخفض عدد التنقلات الإدارية اللازمة إلى النصف، كما كشفت عن مشاريع رقمنة أخرى ذات أولوية، تشمل قطاعي الصحة والتعليم، إضافة إلى تطوير خدمات رقمية جديدة لفائدة المستثمرين.
وعلى صعيد البنية التحتية الرقمية، أوضحت الوزيرة أن العمل جاري على تفعيل المرحلة الثانية من المخطط الوطني للصبيب العالي، الذي سيشمل 1.800 منطقة لضمان تغطية رقمية أوسع، إلى جانب تعزيز انتشار الألياف البصرية لتغطية 5.6 ملايين منزل بحلول 2030.
كما أكدت أن إطلاق خدمات الجيل الخامس من الإنترنت أصبح وشيكا، مع استهداف تغطية 25% من السكان بحلول 2026، و70% بحلول 2030، خاصة في المدن التي ستحتضن مباريات كأس العالم.