الطماطم المغربية تحقق قفزة نوعية وتستعد لغزو أسواق جنوب شرق آسيا

تُواصل الطماطم المغربية تعزيز مكانتها في الأسواق العالمية، بفضل تنوع أصنافها وجودتها العالية، ما جعلها تحظى بإقبال متزايد من المستوردين الدوليين، وعلى رأسهم الاتحاد الأوروبي.
وفي عام 2024، أصبح المغرب ثاني أكبر مُورّد للطماطم إلى أوروبا، متجاوزا إسبانيا، وفقاً لتقرير صادر عن المفوضية الأوروبية، والتي توقعت استمرار هيمنة المغرب على سوق الطماطم الطازجة الأوروبية حتى عام 2035، مع ارتفاع الواردات إلى 822 ألف طن سنويا.
وتنتج الضيعات المغربية أنواعاً متعددة من الطماطم تلبي مختلف احتياجات الأسواق، من الطماطم المستديرة وطماطم الكرز، إلى طماطم "رومي" و"كوكتيل" و"بيف"، ما يتيح للمغرب التموقع في فئات متعددة من السوق، من التجزئة إلى المطاعم الراقية.
وتعرف طماطم الكرز المغربية بنكهتها الحلوة والحامضة، وغناها بمضادات الأكسدة مثل الليكوبين، ما يجعلها مطلوبة بشكل خاص في الأسواق التي تولي اهتماما بالصحة والتغذية.
ويعتمد نجاح المغرب في هذا القطاع على تضافر عوامل طبيعية وتقنية، أبرزها مناخ البحر الأبيض المتوسط، والتربة الغنية، إلى جانب اعتماد أساليب زراعية حديثة تشمل الزراعة في البيوت البلاستيكية، والسقي بالتنقيط، ومعالجة ما بعد الحصاد لضمان جودة المنتج خلال التصدير.
ويستفيد المنتجون المغاربة من بنية تحتية لوجيستية متقدمة، على رأسها ميناء طنجة المتوسط المصنف من بين الأفضل عالميا، والذي يساهم في اختصار آجال التصدير والحفاظ على جودة المنتجات الطازجة.
ومن الناحية التنظيمية، يلتزم المنتجون المغاربة بمعايير الجودة والسلامة الغذائية الأوروبية والدولية، مع توجه متزايد نحو الزراعة المستدامة عبر تقنيات توفير المياه، ومكافحة الآفات بطريقة متكاملة، واستعمال الأسمدة بشكل مسؤول.
ويتطلع المغرب إلى توسيع أسواقه نحو وجهات جديدة، خصوصاً في جنوب شرق آسيا، حيث من المنتظر تنظيم بعثة تجارية في أبريل 2025، بشراكة بين منظمة الأغذية والزراعة والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، بهدف فتح قنوات تصدير جديدة في واحدة من أسرع الأسواق نمواً في العالم.