الجمعية المغربية لمحاربة الرشوة تجمد عضويتها في "لجنة محاربة الفساد"

يناير 28, 2025 - 13:50
 0
.
الجمعية المغربية لمحاربة الرشوة تجمد عضويتها في "لجنة محاربة الفساد"

أعلنت الجمعية المغربية لمحاربة الرشوة "ترانسبرانسي المغرب" عن تجميد عضويتها في اللجنة الوطنية لمحاربة الفساد، مبررة قرارها بعدم وجود مؤشرات جدية تعكس التزام السلطات العمومية بمكافحة الفساد.

وأوضحت الجمعية، في بيان أصدرته اليوم الثلاثاء، أن هذا القرار جاء نتيجة تراكم عدة عوامل تثير الشكوك بشأن جدية السلطات في محاربة الفساد، من أبرزها امتناع رئيس الحكومة عن دعوة اللجنة الوطنية للاجتماع منذ ثلاث سنوات، رغم أن النص القانوني المنظم لها ينص على عقد اجتماعين سنويًا على الأقل.

كما انتقدت الجمعية سحب الحكومة لمشروع قانون يتعلق بتجريم الإثراء غير المشروع، والذي تم مناقشته خلال الولاية التشريعية السابقة، قبل أن يتم التخلي عنه، وهو ما اعتبرته مؤشرًا على غياب الإرادة الحقيقية لإصلاح المنظومة القانونية في مجال مكافحة الفساد. 

إلى جانب ذلك، سلطت الضوء على التضييقات التي تواجه منظمات المجتمع المدني والسلطة القضائية من خلال مشروع قانون المسطرة الجنائية، حيث اعتبرت أن بعض مقتضياته، مثل المادتين 3 و7، تحد من إمكانية متابعة الجرائم المتعلقة بالأموال العمومية، وتتنافى مع مقتضيات الدستور المغربي لسنة 2011 والاتفاقيات الدولية التي صادق عليها المغرب.

وأعربت الجمعية أيضا عن قلقها من تجاهل الحكومة لتقارير المؤسسات الدستورية المكلفة بالرقابة والحكامة الجيدة، مشيرة إلى أن هذا التجاهل يعكس محاولات لإضعاف هذه المؤسسات بدل تعزيز دورها في ضمان الشفافية والنزاهة.

وفي سياق محاولتها التواصل مع الجهات الرسمية، أشارت "ترانسبرانسي" إلى أنها وجهت مراسلة لرئيس الحكومة بتاريخ 25 شتنبر 2023، تطالبه بعقد اجتماع للجنة الوطنية لمحاربة الفساد، لكنها لم تتلق أي رد سوى بتاريخ 16 دجنبر 2024، حيث طلب رئيس الحكومة تعيين ممثل جديد للجمعية داخل اللجنة، عقب وفاة الكاتب العام السابق للجمعية عبد العزيز النويضي.

وقررت الجمعية استغلال هذه الدعوة للتأكيد على موقفها الرافض للمشاركة في لجنة "معلقة"، معتبرة أن غياب الإرادة الحقيقية لتفعيلها يتناقض مع أهدافها الأساسية، كما جددت دعوتها إلى اعتماد منظور تشاركي يأخذ بعين الاعتبار الالتزامات الدولية للمغرب في مكافحة الفساد، مع تعزيز دور المؤسسات الرقابية والرفع من فعالية آليات الزجر والوقاية.