التغيرات المناخية تؤثر على إنتاج القمح بالمغرب وزيادة متوقعة في الواردات

أبريل 4, 2025 - 14:00
 0
.
التغيرات المناخية تؤثر على إنتاج القمح بالمغرب وزيادة متوقعة في الواردات

رغم الأمطار الغزيرة التي شهدتها مناطق مختلفة في المغرب خلال شهر مارس الفارط، تشير التوقعات إلى أن محصول القمح لعام 2025 سيكون أقل من المتوسط لعشر سنوات مضت.

ووفقا لتقرير صادر عن خدمة الزراعة الخارجية بوزارة الزراعة الأمريكية (USDA FAS)، فإن الإنتاجية لهذا العام ستكون أعلى قليلا مقارنة بمستويات الجفاف التي عرفتها البلاد في 2024، إلا أن الطقس الحار والجاف في بداية موسم النمو والمساحات المزروعة المحدودة ستؤثر بشكل كبير على الإنتاج الإجمالي للقمح.

وبحسب ذات المصدر للمعطيات الواردة في التقرير، من المتوقع أن يصل إنتاج القمح في المغرب لعام 2025/26 إلى حوالي 1.7 مليون طن من القمح العادي، و1.1 مليون طن من القمح الصلب، و700,000 طن من الشعير.

ورغم أن هذه الأرقام ستكون أعلى قليلا من إنتاج عام 2024/25، إلا أنها تبقى أقل من المتوسط لعشر سنوات مضت. وفي ظل هذا الوضع، يتوقع أن يرتفع حجم واردات المغرب من القمح في عام 2025/26 إلى حوالي 7.3 مليون طن، بزيادة تقدر بنحو 42 بالمائة مقارنة بالمتوسط لعشر سنوات ماضية، في حين يتوقع أن تصل واردات الشعير إلى 0.9 مليون طن.

أوضح التقرير أن الزيارات الميدانية التي قامت بها وزارة الزراعة الأمريكية في مارس 2025، أكدت أن محصول القمح والشعير في المغرب يعاني من نمو نباتي دون المتوسط، خصوصا في المناطق الجنوبية مثل مراكش-تانسيفت-الحوز وسوس-ماسة.

 كما لفت التقرير إلى أن روسيا أصبحت موردا رئيسيا للقمح في المغرب، حيث استوردت المملكة نحو 960,137 طنا من القمح الروسي بين يونيو ودجنبر 2024، وهو ما يمثل زيادة قدرها 278 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من عام 2023.

وفيما يتعلق بواردات الشعير، أشار التقرير إلى أن حجم الاستيراد قد يتأثر بشكل كبير بحجم السكان الحيوانية وظروف الطقس. فقد أدى إلغاء عيد الأضحى في السنوات المتتالية من الجفاف إلى انخفاض كبير في حجم السكان الحيوانية، الذي تراجع بنحو 38 بالمائة مقارنة بالعام الماضي. 

أما بالنسبة للتحديات الزراعية التي واجهها موسم 2025، فقد كانت الفترة الطويلة من الجفاف أبرز العوامل المؤثرة. حيث تسببت قلة الأمطار في بداية الموسم الزراعي في تأخير كبير، خصوصا في المناطق الجنوبية، حيث لم يتم الانتهاء من الزراعة إلا في الأسبوع الأول من يناير 2025. 

وبحسب مصادر صناعية، كان من المتوقع في بداية الموسم أن يتم زراعة حوالي 5 ملايين هكتار من الأراضي، إلا أن الظروف الجافة الممتدة وقلة الأمطار دفعت العديد من الفلاحين إلى التراجع عن الزراعة، ما أدى إلى زراعة 40 بالمائة فقط من المساحة المخطط لها في البداية.