ابتهال أبو السعد.. صرخة مغربية ضد مايكروسوفت في وجه الإبادة بغزة

في وسط مدينة واشنطن، حيث يحتفل عملاق التكنولوجيا مايكروسوفت بمرور خمسين عامًا على تأسيسه، كان هناك صوت يتحدى الصمت المعتاد، يصيح في وجه قوة هائلة، ليست في مجرد صورة شركة ضخمة، بل في صورة عالمية تصدح بها الأضواء وتعبق بها القاعات.
ابتهال أبو السعد، الشابة المغربية المبرمجة في مايكروسوفت، لم تكن مجرد متفرجة على احتفالية ضخمة يترأسها المدير التنفيذي للذكاء الاصطناعي في الشركة، مصطفى سليمان، بل كانت تلك اللحظة هي لحظة تحول بالنسبة لها.
لم تكتف بالصمت، ولم يكن بمقدورها أن تكون جزءا من الحفل وكأن شيئا لم يحدث. فكلما ازدادت الصراعات والمآسي حولها، كانت تتساءل: ماذا عن الدماء التي تسكب في غزة؟ ماذا عن الأجساد التي تدفع الثمن في صمت؟
وقفت، بثقة أذهلت الحضور، ووجهت كلماتها إلى سليمان، الذي كان لا يزال يتحدث عن تطور الشركة وإنجازاتها. في لحظة عميقة، قالت: "أنتم من تجار الحرب، توقفوا عن استخدام الذكاء الاصطناعي في الإبادة الجماعية".
لم يكن ذلك مجرد تصريح عابر، بل كان موقفا حازما، هز أرجاء الحفل وأثار تساؤلات في الأذهان. أن تُتهم أكبر الشركات العالمية بالمشاركة في العدوان على شعب بريء، فهذا ليس هينا.
واتهمت أبو السعد مايكروسوفت بتزويد إسرائيل بالبرمجيات المتقدمة التي تستعملها في تعزيز آلة الحرب، في وقت تُزهق فيه الأرواح على الأرض الفلسطينية.
وعلى الرغم من محاولات الشركة التمسك بالصمت أمام تلك الاتهامات، لم يكن الصمت هو الرد الأمثل بالنسبة لها. كان رد مصطفى سليمان باردا ومقتضبا: "سمعت احتجاجك، شكرا لك"، ثم كان مصيرها أن تستبعد من القاعة وسط أعين الحضور الذين لا يعرفون كيف يستجيبون لهذا الموقف الذي جعلهم يتأملون في مسؤولية الشركات الكبرى التي تساهم في الصراعات العالمية بشكل غير مباشر.
ابتهال أبو السعد لم تكن مجرد مبرمجة، بل كانت صوتا من بين الكثير من الأصوات التي تحارب من أجل رفع الستار عن الحقيقة.
وفي الوقت الذي تتواصل فيه الجرائم في غزة، كانت كلمات أبو السعد صرخة مدوية، تتردد في آذان العالم: لا يمكن أن يستمر هذا العبث، ولا يمكن أن نغض الطرف عن المساهمة غير المباشرة في قتل الأبرياء.