سفيان البقالي.. بطل الذهب وساعي المجد في سباق الحياة (بورتريه)
تيليغراف.ما - حفصة الساسي
دائما ما كان المغرب سباقا لعناق الميداليات في ألعاب القوى، أجيال مغربية حفرت أسماءها في عالم مسابقات أم الألعاب، بميداليات برونزية، فضية وذهبية، وكتبوا تاريخا قويا للمغرب في عدة مناسبات.
وبعد غياب دام لمدة 17 سنة للميداليات عن الخزينة الأولمبية للمملكة المغربية، جاء إبن العاصمة العلمية فاس، البطل سفيان البقالي وأهدى للمغاربة والمملكة ميدالية جديدة بعد مدة طويلة من خيبات الأمل.
فمن هو العداء سفيان البقالي؟
من الركض في الملاعب المدرسية إلى الركض في المحافل العالمية
سنة 2009 بدأت موهبة سفيان البقالي من خلال مشاركته في الملتقيات المدرسية، بمدرسته "حمان الفطواكي"، حتى تم إختياره للإلتحاق بنادي "أهل فاس" في إطار عملية التنقيب عن المواهب، وكان ذلك اول لقاء له برفيق العمر المدرب كريم التلمساني خريج معهد مولاي رشيد للأطر، الذي رأى في البقالي مقومات البطل القادر على إستكمال مجد الأبطال السابقين.
كان أول سباق للعداء سفيان، خارج مدينته بمدينة الدار البيضاء، وتمكن من تحقيق اول توقيت خاص به 05:35 برسم بطولة المغرب فئة الفتيان.
ومع توالي التظاهرات الوطنية كان البقالي دائما يبصم على قدرته في التفوق على باقي العدائين، في مسباقات 3000 متر موانع تم 1500 متر.
سنة 2014 إلتحق سفيان البقالي بالاكاديمية ال6ة محمد السادس بافران. وأحرز مكانا له لأول مرة خارج الوطن، ببطولة العالم للناشئين مدينة "يونجيل" الأمريكية، واحتل المرتبة الرابعة.
مباشرة بعد نهاية التظاهرة العالمية، شارك في بطولة افريقيا بمراكش، لكنه احتل المركز العاشر وتسبب له في إحباط قوي، وشكوك في قدراته، وساعده المدرب التلمساني فاسترجاع ثقته في نفسه، ونصحه بالصبر والمواصلة.
سنة 2015 شارك البقالي في بطولة العالم للعدو الريفي، وعدة ملتقيات ال6ة والوطنية، وكان أهم حدث في هذه السنة هو التأهل للألعاب الأولمبية "بريو ديجانيرو"، وهنا حلم البقالي بدأ بالنمو بشكل أكبر. في أول مشاركة بالاولمبيات كان هدف سفيان اللعب في المقابلة النهائية، ومجاورة نجوم اللعبة الكبار، خصوصا النجم الكيني "كيبروتو" الذي أصبح في المستقبل الخصم اللدود لسفيان البقالي، وحرمه من العديد من الذهبيات، ووصل البقالي للنهائي وأحرز الرتبة الرابعة، وأصبح العداء الأول للمملكة المغربية 3000 متر موانع.
البقالي وبداية المجد وحصد الميداليات
سنة 2017 بداية ظهور نتائج سنين التعب. في روما بالدوري الماسي حصل البقالي على وصافة الكيني "كيبروتو"
وتغلب عليه لأول مرة في تاريخه بملتقى الرباط وحقق رقم جديد 8:05:12
سنة 2018 بمسابقة العاب البحر المتوسط بمدينة "تاراكونة" الاسبانية احتل المركز الاول.
وبعد شهر بصم البطل سفيان على حدث مميز وحقق لأول مرة مدة أقل من 8 دقايق، وحصل على 07:58:15 كأحسن توقيت في العالم سنة 2018.
الشيئ الذي جعل اللجنة الأولمبية القيام لتصوير حلقة مع البقالي بأحدث الوسائل الطبية لدراسة سبب تميزه وقوته بسباق الحواجز.
سنة 2019 كان ثاني تتويج لسفيان ببطولة العالم بالعاصمة القطرية "الدوحة" وتوج بالميدالية البرونزية.
وفاز بالمركز الأول في سباق 3 آلاف متر موانع في العصبة الماسية في "الدوحة".
سنة 2021 كان أكبر حلم يشتغل عليه البقالي هو التتويج بالذهب الاولمبي في أولمبيات "طوكيو" الشيئ الذي لم يتمكن من تحقيقه أي رياضي مغربي في طوكيو وكان سخط كبير من المغاربة بمواقع التواصل الاجتماعي، ومنع المدرب التلمساني سفيان من حمل الهاتف مخافة من اهتزاز معنوياته، توج البقالي بالذهب ورجع العلم المغربي بالرفرفة وسط الأولمبيات بعد غياب طويل، مرفقة بالنشيد الوطني المغربي.
2022 توج بالميدالية الذهبية في سباق 3 آلاف متر موانع في بطولة العالم ب"يوجين بالولايات المتحدة الأمريكية".
سنة 2022 فاز بالعصبة الماسية للألعاب القوى 2022.
2023 توج كأفضل صاحب تاسع توقيت في تاريخ سباق 3 آلاف متر موانع في ملتقى محمد السادس ب"الرباط"، وكذلك الميدالية الذهبية في بطولة العالم لألعاب القوى ب"بودابيست".
سنة 2024 توج البقالي بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب الأولمبية باريس.
وسيواصل البقالي سفيان محاولة التتويج بعدة ميداليات قادمة في التظاهرات القادمة.