جهود وزارة الفلاحة في جهة سوس ماسة لإنقاذ فاكهة الصبار من الحشرة القرمزية

غشت 18, 2024 - 13:52
 0
.
جهود وزارة الفلاحة في جهة سوس ماسة لإنقاذ فاكهة الصبار من الحشرة القرمزية

تيليغراف.ما ـ صور: محمد بوقسيم

في مواجهة التحديات الزراعية التي تهدد إنتاجية فاكهة الصبار في المغرب، عززت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات جهودها لمكافحة الحشرة القرمزية التي تسببت في أضرار جسيمة لهذا المحصول الاستراتيجي. يُعتبر الصبار من أهم المنتجات الزراعية في البلاد، حيث يلعب دورًا 3يًا حيويًا في المناطق القروية.

ظهرت الحشرة القرمزية لأول مرة في المغرب قبل عدة سنوات، وتسببت في جفاف وموت نباتات الصبار. نتيجة لذلك، شهدت الإنتاجية انخفاضًا ملحوظًا، وتأثرت بشكل كبير معيشة الفلاحيين الذين يعتمدون على هذا المحصول كمصدر رئيسي للدخل.

حملات توعية وبرامج تدخل عاجل

استجابة لهذه التحديات، نظمت وزارة الفلاحة بجهة سوس حملات توعية شاملة للفلاحيين، حيث تم تعليمهم كيفية التعرف على الحشرة القرمزية وطرق الوقاية منها. بالإضافة إلى ذلك، تم توزيع مواد إرشادية وعقد ورش عمل لشرح أفضل الممارسات الزراعية لحماية نباتات الصبار.

أطلقت الوزارة أيضًا برامج تدخل عاجل في المناطق الأكثر تضررًا، حيث شملت توزيع مبيدات حشرية مجانية وتقديم دعم فني مباشر للفلاحيين. كما نُفذت حملات رش جماعية للمبيدات في الحقول المتضررة. علاوة على ذلك، تشجع الوزارة على زراعة أصناف جديدة من الصبار تكون مقاومة للحشرات والأمراض، وتروج لاستخدامات متعددة لفاكهة الصبار ومنتجاتها بهدف زيادة قيمتها ال3ية وتعزيز دخل الفلاحيين.

صورة: محمد بوقسيم الحقوق محفوظة

جهود المديرية الجهوية للفلاحة بجهة سوس ماسة

أسفرت جهود وزارة الفلاحة عبر مصالحها بجهة سوس ماسة عن تحقيق نتائج إيجابية ملموسة في مكافحة الحشرة القرمزية، حيث شهدت العديد من المناطق زراعة أصناف جديدة مقاومة للحشرة القرمزية في أقاليم تيزنيت، اشتوكة آيت باها، تارودانت، وأكادير إداوتنان. رغم هذه الخطوات المهمة، لا تزال التحديات قائمة، ويتطلب الأمر استمرار الجهود والمراقبة الدائمة لمنع عودة انتشار الحشرة.

خطة طوارئ واستراتيجيات طويلة الأمد

وضعت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات خطة طوارئ رئيسية لمكافحة الحشرة القرمزية في عام 2016، بعد تشخيص امتدادات انتشارها ورصد حجم الأضرار المترتبة عليها. ارتكزت الخطة على البحث العلمي، حيث تم انتقاء أصناف مقاومة لهذه الحشرة، بجانب إجراءات المعالجة الكيميائية واقتلاع ودفن نباتات الصبار المصابة بالكامل.

في هذا الإطار، قام المعهد الوطني للبحث الزراعي، والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، والمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية، والمكاتب الجهوية للاستثمار الفلاحي، والمديريات الجهوية للفلاحة، بتحديد ثمانية أصناف من الصبار مقاومة للحشرة القرمزية، وتم تسجيلها في الكتالوج الرسمي للأنواع والأصناف النباتية بالمغرب.

غرس الأصناف المقاومة

بدأت عملية غرس الأصناف المقاومة وتعميمها على الفلاحيين في فصل الربيع من سنة 2021، وذلك في إطار الفلاحة التضامنية. وقد أكد عدد من الفلاحيين أن النباتات المقاومة للحشرة القرمزية التي وزعتها عليهم وزارة الفلاحة قد أعطت نتائج جيدة، مشيرين إلى أن هذه النباتات في طور النمو وتحتاج إلى حوالي ثلاث سنوات كي تثمر.

استراتيجيات المعالجة والتعاون

إضافة إلى ذلك، يعتمد بعض الفلاحيين على نظام خاص للمعالجة باستخدام المبيدات التي رخصتها الوزارة، مما ساهم بشكل كبير في تطويق الحشرة القرمزية ومجال انتشارها. كما اتخذت الوزارة إجراءات أخرى لمكافحة انتشار الحشرة، بما في ذلك إشراك الفلاحيين في برنامج المكافحة بتأطير من المصالح المختصة للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية وباقي الشركاء.

تطلعات المستقبل

تسعى وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات إلى القضاء على الحشرة القرمزية خلال السنوات القليلة المقبلة من خلال الاعتماد على الأصناف البديلة المقاومة. وتضع كافة مصالح الوزارة مجهوداتها لمواكبة الفلاحيين في تجاوز هذه الأزمة، وإعادة الأمل في نفوس فلاحي سوس، بما يساهم في تعزيز استدامة هذا القطاع الحيوي.