اعتقال المتهم الرئيسي في مأساة الكحول الفاسدة بسيدي علال التازي
نجحت التحريات الأمنية المتواصلة والمنجزة من طرف عناصر الدرك الملكي، بخصوص مأساة الكحول الفاسدة بمنطقة الغرب، والتي أودت بحياة 16 شخصا، وتسمم العشرات من المستهلكين بمنطقة سيدي علال التازي، أطاحت بأربعة أشخاص آخرين، متورطين في ترويج المادة المسمومة المستعملة في إعداد الكحول الفاسدة.
يومية «الأخبار» أشارت، نقلا عن مصادر وصفتها بـ«جيدة الاطلاع»، إلى أن المتهمين الأربعة جرى عرضهم على أنظار النيابة العامة المختصة بمحكمة الاستئناف بالقنيطرة، قبل أن يقرر الوكيل العام للملك متابعتهم في حالة سراح.
اليومية ذاتها أفادت بأن عدد المعتقلين المتورطين في هذه المأساة قد بلغ 12 شخصا، وقد قرر الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالقنيطرة متابعة 7 منهم في حالة اعتقال، بتهم بالغة الخطورة، قد تصل لمحاولة القتل العمد، فيما قرر متابعة خمسة آخرين في حالة سراح، في انتظار إخضاع جميع المتهمين لتحقيقات تفصيلية، من طرف قاضي التحقيق.
وأبرزت اليومية أن مصادرها، وضمن معطيات جديدة توفرت لديها، أكدت أن توقيف المتهم الرئيسي في هذا الملف، بعد مداهمته بمدينة الخميسات، بناء على معلومات وتحريات دقيقة أشرفت عليها الفرقة الوطنية للأبحاث القضائية، التابعة للقيادة العليا للدرك الملكي بالرباط، شكّٓل منعطفا جديدا في البحث، إذ تأكدت معه فرضية الحصول على المادة المسمومة «الميثانول» من الدار البيضاء، من طرف المتهم المذكور، المنحدر من منطقة الغرب، وصاحب السوابق القضائية المتعددة في ترويج المخدرات والخمور المهربة و«الماحيا».
وأشار المصدر ذاته أن المتهم، الذي وصِف بالخطر والمتهور، كان يقدم نفسه صاحب شركة، حيث يتمكن من الحصول على المادة المسمومة من مصدر بالدار البيضاء، يجري البحث عنه حاليا لتحديد هويته، ويطلب منه نقلها إلى مصنع وهمي بضواحي القنيطرة متخصص في صناعة القارورات والبراميل البلاستيكية بكل أحجامها، يدعي أنه في ملكيته، قبل أن يتم نقل المادة المحظورة إلى منطقة الغرب، وتوزيعها على مروجين ووسطاء، من أجل تلبية طلبيات زبناء، يتم استغلال إدمانهم اليومي على تناول الكحول الفاسدة رخيصة الثمن، حيث يتم اقتناء كوب واحد بحوالي 30 درهما، ومزجه بأزيد من ليترين من الماء أو المشروبات الغازية، وهو السيناريو الذي حصل بكل تفاصيله يوم وقوع الكارثة.
ومما زاد من عدد ضحايا المأساة، تزامن الحادث مع حفل زفاف بأحد الدواوير بمنطقة سيدي علال التازي، وكان الاستهلاك مضاعفاً للمادة المسمومة، وسط أخبار شبه مؤكدة أنه تم ترويجها بشكلها الخام، دون مزجها بسوائل مخففة لحدتها القاتلة، ما أسفر بهلاك 16، وتسمم حوالي 100 شخص بتسممات متفاوتة الخطورة.