اقتصادمجتمع

بالارقام.. تفاقم كبير للفقر والهشاشة بالمغرب بسبب “كورونا”

رسمت المندوبية السامية للتخطيط، في آخر مذكرة إخبارية لها، صورة سوداء حول المستوى المعيشي في المغرب، حيث رصدت تراجعا ملحوظا لمستوى معيشة الأسر في الفترة ما بين 2013 و2019 مقارنة بالفترة 2006 و2013.

وحذرت المندوبية، بهذا الخصوص، من أن مستوى معيشة ما يقارب ثلثي الأسر المغربية (%66,1)، يقل عن المتوسط الوطني لمستوى المعيشة، %59,9 بالوسط الحضري و %79,6 بالوسط القروي.

وأظهرت نتائج البحث حول “مستوى المعيشة حسب الأسرة والفرد”، الذي أنجزته المندوبية، أن معدل الفقر والهشاشة تضاعف 7 مرات على الصعيد الوطني، بسبب تداعيات الأزمة الصحية لجائحة كورونا، إذ انتقل من 1,7% قبل الأزمة الصحية، إلى 11,7 % خلال فترة الحجر الصحي.

وتوصلت مندوبية لحليمي إلى أن معدل الفقر تضاعف 14 مرة في الوسط الحضري، إذ انتقل من 0,5 % قبل الأزمة الصحية إلى 7,1 %، و5 مرات في الوسط القروي، منتقلا من 3,9% إلى 19,8%.

وكشفت نتائج البحث أن معدل الهشاشة تضاعف، بدوره، بأكثر من مرتين، حيث انتقل من %7,3 قبل الحجر الصحي إلى %16,7 أثناء الحجر الصحي؛ في حين انتقلت هذه النسب على التوالي، من %4,5 إلى %14,6 في الوسط الحضري، ومن %11,9 إلى %20,2 في الوسط القروي.

في ظل هذه الظروف، سجلت المندوبية أن الفوارق الاجتماعية تدهورت وتجاوزت العتبة الحرجة اجتماعيا (%42)، بحيث سجل مؤشر الفوارق “جيني” %44,4 خلال الحجر الصحي، مقابل %38,5 قبل الحجر الصحي.

ونبهت المندوبية إلى أن معدلات الفقر كانت مرشحة للارتفاع 7 مرات أكثر والهشاشة مرتين بفعل تداعيات الجائحة، موضحة أن المساعدات الحكومية خفضت من انتشار الفقر بــ 9 نقاط مائوية، والهشاشة بمقدار 8 نقاط والفوارق الاجتماعية بمقدار 6 نقاط.

وأكدت أن “هذه المضاعفات السلبية لوباء “كوفيد-19″ على المستوى المعيشي للأسر، تستدعي من المغرب مضاعفة الجهود واتخاذ التدابير العاجلة لمكافحة تفاقم الهشاشة، بغية حصر تفاقم الفقر والفوارق الاجتماعية، وتعزيز القدرة على الصمود للأسر التي عانت من الأزمة الصحية، بهدف تغيير منحى الوضع الاجتماعي والاقتصادي نحو مجتمع أكثر مساواة”.

وفيما يتعلق بتطور معيشة الأسر، تفيد أرقام البحث الوطني المنجز، أن مستوى المعيشة الفردي انتقل من 15900 درهم سنة 2013 إلى 20389 درهم سنة 2019. وقد هم هذا التحسن كلا من السكان الحضريين، حيث انتقل مستوى معيشتهم من 19500 درهم إلى 24500 درهم، والقرويين من 10425 درهم إلى 13360 درهم.

وفي ظل هذا التحسن، ارتفع مستوى المعيشة بالدرهم الثابت، بمعـدل سنوي بلغ %2,7 ما بين 2013 و2019 مقابل %3,6 بين 2007 و2014.

وقد شمل هذا التحسن الوسطين الحضري والقروي معا، بالوسط الحضري: تحسن مستوى المعيشة الفردي بمعـدل بلغ %2,4 بين 2013 و2019، مقابل %2,6 بين 2007 و2014، أما بالوسط القروي فقد بلغ معدل التحسن على التوالي %2,7 مقابل %4,6.