زينة همو... نغمة الروح التي سكنت إيقاعات إزنزارن الشامخ

يناير 14, 2025 - 09:51
 0
.
زينة همو... نغمة الروح التي سكنت إيقاعات إزنزارن الشامخ

في زوايا الروح حيث تتعانق الكلمات مع المعاني، تولد زينة همو، لا كاسمٍ يُذكر، بل كنبضٍ يتردد في أصداء الحكايات. هي سيدة الحرف المنطوق، التي جعلت من الأثير مرآةً تعكس أنفاس الهوية الأمازيغية، عبر برنامجها الإذاعي "أنموكَار ن ن تيفاوين د أوماركَ" على أثير محطة MFM. هناك حيث الكلمات ليست مجرد أصوات، بل أنفاس حياة، نسجت زينة همو مدرسةً خاصة في الإعلام الأمازيغي، مدرسةً تنضح بالحكمة وتفيض بالنور، كأنها تسير على خُطى ابن الفارض في عشق الحرف، أو كأنها تستقي من صمت النفري صوتًا يتجلّى.

وفي قصة عشقٍ نادرة، جمعتها الأقدار بأسطورة الموسيقى الأمازيغية إزنزارن الشامخ، فكان لقاؤهما عقدًا ليس كبقية العقود. عقدٌ سُطّر بالحرف الأمازيغي تيفيناغ، أول عهد زواج يُكتب بهذا النور في المغرب سنة 2010. لم يكن مهرها ذهبًا ولا فضة، بل درهمًا رمزيًا، كأنها تهمس للعالم بأن القيمة في الروح لا في الماديات، وبأن العشق الحقيقي يُوقّع على جدار القلب لا على ورق الدنيا.

زينة همو ليست فقط صوتًا في الأثير، بل أنامل تُحاكي الزمان والمكان في خيوط الأزياء الأمازيغية. تصوغ الماضي بلمسة حداثية، فتجعل من القماش رسالةً تربط الأمس بالغد، كأنها تطرّز على ثوب الزمن قصائد الرومي عن الوحدة والجمال. إنها لا تصنع الأزياء فحسب، بل تخلق لغةً جديدة، حيث كل خيط هو بيت شعر، وكل لون هو سطر من قصيدة أبدية.

هكذا هي زينة همو، همسُ الجبال وصوتُ السهول، مَن جمعت بين الإذاعة والأناقة، بين الحرف والإيقاع، بين الأرض والسماء. امرأةٌ تشبه القصيدة حين تُتلى، وتُشبه الأغنية حين تُعزف، وتُشبه النور حين ينسكب على صفحة الوجود.