الموقف الاسباني يؤكد نجاعة السياسة الخارجية للمغرب

غشت 18, 2024 - 01:54
 0
.
الموقف الاسباني يؤكد نجاعة السياسة الخارجية للمغرب

قال مصطفى أوزير، الأستاذ بجامعة المولى إسماعيل بمكناس، والخبير في العلاقات المغربية الإسبانية والأمريكية اللاتينية، إن المبادرة الإسبانية بإرادة إحياء العلاقات المغربية الإسبانية في سياق يعمه الغموض بفعل نشوب نزاع مسلح بين روسيا وأوكرانيا دليل على نجاعة ال1 الخارجية المغربية.

وأوضح أوزير، أن الموقف الإسباني في الظرفية الراهنة، ينم عن تنامي وعي الجار الشمالي بضرورة تصفية الخلافات بين الضفتين، إضافة إلى الابتعاد عن المزيد من التعقيد بين دولتين تمتلكان من مقومات التكامل أكثر بكثير من حالة النفور التي تطبع العلاقات الثنائية المغربية الإسبانية.

وأبرز الخبير في العلاقات المغربية الإسبانية والأمريكية اللاتينية، في تصريح لـSNRTnews، أن ترحيب المملكة المغربية بهذه الخطوة، يقتفي نفس الخطى المتبعة في ال1 الخارجية المغربية منذ اعتلاء جلالة الملك محمد السادس العرش في التسعينات.

ويرى المتحدث ذاته، أن "تصميم المغرب تحت قيادة جلالة الملك على المضي قدما في ملف الصحراء المغربية نحو تحقيق وحدة ترابية قائمة على منح حكم ذاتي لساكنة الصحراء، يمكنهم من تدبير شؤونهم بأنفسهم، لدليل على إصرار بلدنا على الدفاع والترافع عن وحدة المغرب بكل ما أوتي من وسائل، حتى وإن كلف ذلك خسارة الدعم الغربي بما في ذلك الإسباني، معتبرا أن "من شأن هذا الأمر أن يقوي موقف المغرب التفاوضي في مسألة صحرائه، ولا يترك المجال للعابثين بتماسكه ووحدته".

وأبرز أوزير، أن تصريح الجانب الاسباني بكون المغرب فاعل 6 جاد وذو مصداقية يدل بما لا يدع مجالا للشك أن المملكة المغربية لا تتصرف وفق الانفعالات أو المصالح اللحظية العابرة في القضايا المصيرية والعلاقات ال6ة بشكل عام، كما لا يقايض المواقف بالمصالح، بل يتصرف وفق مصلحة المغرب العامة ووفق التزاماته ال6ة بموجب القانون ال6.

ويرى أن هذه الدينامية الجديدة في العلاقات بين البلدين ستفتح بابا جديدا من أشكال التعاون المبتكرة بينهما في مجلات مختلفة كالهجرة ومكافحة الإرهاب والتقنيات والتعليم العالي والصيد البحري والزراعة، إضافة إلى "امتناع الجار الشمالي عن معاكسة المغرب في سعيه لإنهاء النزاع المفتعل حول صحرائه".

وفي رسالة بعث بها إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الجمعة 18 مارس 2022، أكد رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز أن بلاده "تعتبر مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007 بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف".

وأشار سانشيز إلى "الجهود الجادة وذات المصداقية التي يقوم بها المغرب في إطار الأمم المتحدة من أجل تسوية ترضي جميع الأطراف"، مؤكدا أن "هدفنا يتمثل في بناء علاقة جديدة، تقوم على الشفافية والتواصل الدائم،  والاحترام المتبادل والاتفاقيات الموقعة بين الطرفين والامتناع عن كل عمل أحادي الجانب، وفي مستوى أهمية جميع ما نتقاسمه".

ومن جانبها، أكدت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أن المملكة المغربية تثمن عاليا المواقف الإيجابية والالتزامات البناءة لإسبانيا بخصوص قضية الصحراء المغربية، مشيرة إلى أن العبارات الواردة في هذه الرسالة تتيح وضع تصور لخارطة طريق واضحة وطموحة بهدف الانخراط، بشكل مستدام، في شراكة ثنائية في إطار الأسس والمحددات الجديدة التي تمت الإشارة إليها في الخطاب الملكي في 20 غشت الماضي.

وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس قد دعا في هذا الخطاب إلى "تدشين مرحلة جديدة وغير مسبوقة، في العلاقات بين البلدين، على أساس الثقة والشفافية والاحترام المتبادل، والوفاء بالالتزامات".