الحكومات الأوروبية تتحد في مواجهة إيلون ماسك الذي هاجمها

تصاعدت الانتقادات الأوروبية ضد إيلون ماسك، مالك منصة "إكس"، بسبب تدخله المتزايد في الشؤون السياسية لدول الاتحاد الأوروبي حيث اتهمه عدد من القادة الأوروبيين بدعم توجهات سياسية مثيرة للجدل والتأثير في الانتخابات الوطنية، مما أثار قلقا متزايدا بشأن دوره كأحد أبرز الشخصيات الاقتصادية والإعلامية في العالم.
ووجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في خطاب ألقاه أمام السفراء الفرنسيين، انتقادات حادة إلى ماسك، متهما إياه بدعم ما وصفه بـ"أممية رجعية جديدة"، معربا عن استغرابه من تحول شخصية بحجم ماسك إلى فاعل سياسي مؤثر، قائلا: "من كان يعتقد قبل عقد من الزمن أن مالك إحدى أكبر شبكات التواصل الاجتماعي سيدعم أممية رجعية جديدة ويتدخل مباشرة في الانتخابات؟"
كما أعرب رئيس الوزراء النرويجي، يوناس غار ستور، عن مخاوف مماثلة، مشددا على خطورة تدخل شخص يمتلك نفوذا اقتصاديتا وإعلاميا ضخما في شؤون الدول الداخلية، وفي مقابلة مع إذاعة "إن آر كيه" النرويجية، أكد ستور أن "العلاقات بين الدول الديمقراطية لا تدار بهذه الطريقة"، معبرًا عن قلقه من تأثير ماسك على استقرار الديمقراطيات الأوروبية.
وجاءت تصريحات القادة الأوروبيين في أعقاب سلسلة من التدخلات المثيرة للجدل من قبل ماسك، أبرزها التشكيك في نزاهة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في قضية حساسة تتعلق بالاستغلال الجنسي للقاصرات في بريطانيا، فضلا عن إعلانه دعم حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف أثناء الحملة الانتخابية الأخيرة في ألمانيا.
وأثارت هذه التدخلات جدلا واسعا، حيث يرى مراقبون أن ماسك، الذي تجاوزت ثروته 400 مليار دولار وفقا لتقديرات بلومبرغ، يستغل منصته الاجتماعية "إكس" كأداة للتأثير السياسي، ما يثير تساؤلات حول حدود حرية التعبير ودور وسائل التواصل الاجتماعي في تشكيل السياسة العالمية.
ويتناقض الموقف الحالي مع الفترة التي كان فيها القادة الأوروبيون يسعون لكسب ود ماسك بهدف جذب استثمارات شركاته، مثل "تسلا" و"سبايس إكس"، ففي ماي 2023، استقبل الرئيس ماكرون ماسك في قصر الإليزيه خلال قمة "اختر فرنسا"، حيث أعرب حينها عن تفاؤله بالتعاون مع الملياردير الأمريكي.