ارتفاع أسعار تذاكر حديقة الحيوانات بعين السبع يثير جدلا واسعا في الدار البيضاء
أثار التوجه نحو تحديد أسعار جديدة لولوج حديقة الحيوانات بعين السبع في الدار البيضاء قلقا كبيرا في صفوف عدد من المنتخبين والمواطنين، حيث يستعد مجلس جماعة الدار البيضاء للمصادقة على مشروع عقد التدبير المفوض لحديقة الحيوانات وتحديد التسعيرات الجديدة للولوج إليها، وهو ما اعتبره الكثيرون خطوة مثيرة للجدل في أوساط العديد من الفئات في العاصمة الاقتصادية.
وتتضمن التسعيرات المقترحة من طرف مجلس المدينة رفع أسعار التذاكر تدريجيا، حيث ستبلغ تذاكر الولوج للبالغين 80 درهما، في حين تم تحديد سعر تذاكر الأطفال بـ50 درهما، ومن المتوقع أن ترتفع هذه الأسعار بشكل تدريجي ابتداءً من عام 2029، حيث ستصل إلى 100 درهم للبالغين و60 درهما للأطفال، وفي عام 2033، ستصل الأسعار إلى 120 درهما للبالغين و75 درهما للأطفال.
ويعكس هذا القرار مسعى المجلس الجماعي لتغطية تكاليف إدارة الحديقة وصيانتها، لكن العديد من المنتخبين عبروا عن معارضتهم لهذا الرفع التدريجي للأسعار، ويعتبرون أن هذا القرار سيؤثر سلبا على العديد من العائلات ذات الدخل المحدود، وسيحول الحديقة، التي تعد من أبرز المتنفسات الترفيهية في المدينة، إلى وجهة ترفيهية بعيدة عن متناول الطبقات الشعبية.
في هذا السياق، أعرب كريم الكلايبي، عضو لجنة تتبع حديقة الحيوانات عين السبع والنائب الأول لرئيس مقاطعة عين السبع، عن قلقه إزاء هذه الزيادة، مؤكدا أن هذا القرار يشكل عائقا أمام العديد من العائلات، وأنه قد يساهم في تقليص الاستفادة من الحديقة، وأضاف أن حديقة عين السبع لا تقتصر على كونها مجرد وجهة ترفيهية، بل تمثل جزءا من التراث الثقافي البيضاوي.
َاقترح الكلايبي في تصريحات صحفية أن هناك بدائل يمكن اعتمادها لتعزيز الإيرادات دون الحاجة إلى رفع الأسعار، مثل الشراكات مع القطاع الخاص أو تنظيم فعاليات وأنشطة خاصة يمكن أن تسهم في تغطية النفقات دون زيادة العبء المالي على الزوار، مؤكدا أن هذا النوع من الحلول قد يساهم في تحسين الوضع المالي للحديقة مع الحفاظ على إتاحة الوصول إليها لجميع فئات المجتمع.
وفي وقت ينتظر فيه المواطنون والمجتمع المدني بشكل عام نتائج الدورة الاستثنائية لمجلس المدينة المقررة في 28 نونبر 2024، يطالب عدد من المنتخبين بإلغاء النقطة المتعلقة بتسعيرة الولوج إلى حديقة الحيوانات من جدول الأعمال، داعين إلى فتح حوار موسع بين جميع الأطراف لإيجاد حلول بديلة تضمن استفادة سكان الدار البيضاء من هذا الفضاء الترفيهي بأسعار معقولة.